السوق والحياة الأخري
أنت لست مستعدا للذهاب إلى السوق لشراء حياة أخرى" فيكفي حياتك التي تعيشها الأن ان تختزل فيها كل وقت ثمين وكل ما هو جميل لأن تدرك قيمتك بأنك انسان !
عشر سنوات قد مضت من الأن ، ومازلت تقبع في غيبة التعتيم والجهل والسوقية المتدنية كأنك "سلعة" تباع وتشترىَ......
فأعلم يا رفيقي... بأنك إن ذهبت إلى السوق لتشتري سلعة ما ولم يطالبك البائع بثمن ، فأنت الثمن....!
هذا ما قد تراه يظهر على وجهك عندما تتابع تلك البرامج الرامزية التافهة ، وتلك الأعلانات الغوغائية العقيمة.
أنت يا رفيقي.... إنسان لك عقل تستطيع التمييز به ، وإن لم تستطع فأنت في صورة متدنية أقرب إلى أي كائن آخر غير مفيد.
عشر سنوات مضت على نقطة فارقة ، كانت لك ولي حياة أخرى ، كانت ستنبت لنا من ربيعها الأخضر ثمار نافع ، لكنها فشلت لأطماع سوداوية بين جماعات وإئتلافات وحركات تمردية ، لم تكن في أصلها تمرد على تغيير وضع متعكر بل كانت تمرد يسير بنا إلى تمرد آخر....
خلف هذا التمرد فجوات أخرى... من التمييز وغياب العدالة ومحو ضوء الحرية ، وإنبثاق شعاع الأستعباد بحجة " خير من أستاجرتم القوي الأمين " وكأن العلاقة باتت أيجارية يخلفها القوة والأمانة فقط ، دون الألتزام بعقد الإيجار وما فيه من حرية وعدالة لكل من المؤجر والمستأجر على حد سواء.....
إن التمرد الحقيقي ينبع من كونك إنسان لك حياة إنسانية اورثها الله لك بمجرد دخولك إلى تلك الحياة ، لا يستطيع أحد أن يسلبها منك ، أو يخرقها كأنها سفينة في هذا البحر الهائج المائل بعواصفه الكاذبة والخادعة من جمل قد تخرج مما تظنه البطل الهمام الذي بدونه لا تستقم الأمور.
يا رفيقي.... أنت لست مستعد للذهاب إلى السوق لشراء حياة أخرى " فانعم بتلك الحياة التي تعيشها ، ولا تظن نفسك بأنك سلعة تباع وتشترىَ او من غير ثمن....
فليكن تعليقك راقي مثلك